مأساة وردة
أحبَبتُك يا صغيرتي وسألـتُ الـوردة
أهي تُحبنــــــــــــــــــــــــــــــــــي ؟
الوردة تدمعُ من لهفةِ قلبي الـــولهانِ
اصطبغ نداها بأدمعي وكونت مملكه
مملكة تشبه مملكة الأحــــــــــــــزانِ
الوردة تُجاملني وتقول : إنها تعشقني
وتعشق ما بداخلي من حنـــــــــــــانِ
حتى الوردة معدمة الضميـــــــــــــر
معدمة الإحساس والمعــــــــــــــــاني
حتى الوردة تثور على غلالتـــــــــها
تثور على البستـــــــــــــــــــــــــــانِ
الوردة تشجو ، تستنــــــــــــــــــــجد
تأبى أن تعيش في زمـــــــــــــــــاني
سألتُ الوردة لما الرفض والثـــــورة
قالت : أنت لا تعلم شئ عن حرماني
فمنذ تفتحت وجد نفسي في عالم جائر
لا يعرف شئ عن الميـــــــــــــــزانِ
ووجدت أبى السلطان خامــــــــــــداً
لا يعرف شئ عن مجد الفرســـــــانِ
وكلما ذكرته إياهم يدعى إنه قد نساهم
ويا خوفي يا أبى أن تنســــــــــــــاني
وجدته أيضاً يمتص دماء الفقــــــــراء
ويدعى أنه بذلك حاكم ربــــــــــــــاني
وجدته أيضا ينبح بأفعاله ويقـــــــول :
إن قَدَرتُ عليهم أن تُقطَع ألسنتــــــــهم
فهذا عمل إنسانــــــــــــــــــــــــــــــي
وإن قَدَرتُ عليهم ألا يبوحوا بغليانــهم
فهذا لأني أعلــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ
إنهم يجيدوا مظهر الكتمــــــــــــــــانِ
ما أعنف كلمــــــــــــــــــــات الوردة
أصعقت كلماتي ، زلزلت وجدانـــــي
ما أبأس معانــــــــــــــــــــــاة الوردة
أغشت عاطفتي ، شحنت أحزانــــــى
الآن تيقنت معــــــــــــــــــاناة الوردة
فما لونها الأحمر إلا دمــــــــــــــــــاء
وما نداها المترقرق إلا بكـــــــــــــاء
فحق على أبيها السلطـــــــــــــــــــان
أن يروي نفسها بالمــــــــــــــــــــــاء
وان يحسسها في حديقتها بالأمـــــــانِ
وحق عليه أن يهتم بهـــــــــــــــــــــا
فهي عليه مصدر الإحســـــــــــــــانِ
يا الله أعطى الوردة قـــــــــــــــــــوة
لكي تعزل أباها السلطـــــــــــــــــــانِ
يا الله كن بجانب الـــــــــــــــــــوردة
حتى تأتى لوطنها بالبيــــــــــــــــــانِ