سيارات «صنع في لبنان»اهتمام اماراتي وقطري وعراقي بإنتاج سيارة FREM سيارة افرام في مرحلة التصنيع (أرشيف) هل ينجح لبنان في الدخول إلى عالم تصنيع السيارات؟ بعد تجارب عدّة ناجحة، بات عدد من المستثمرين الخليجيين مهتماً بما يسمى «السيارة اللبنانية»، فقد علمت «الأخبار» أن اجتماعاً سيعقد في الأسبوع المقبل بين أصحاب الفكرة والمستثمرين لمناقشة مشروع إقامة مصنع للسيارات في لبنان!
رشا أبو زكيتعدّ صناعة السيارات رافعة أساسية لاقتصادات الدول الصناعية، بحيث تعمل هذه الدول على تطوير هذا القطاع وتنميته، حتى أصبح عدد قليل من البلدان يسيطر على الأسواق العالمية من دون منازع، ولبنان الذي يعتمد على استيراد السيارات اعتماداً تاماً أصبح في قلب الحدث، إذ برزت في السنتين الأخيرتين تجارب تؤكد إمكان قيام مصانع للسيارات في لبنان، فلا القدرات الفكرية تقف عائقاً أمام هذا الحلم ولا القدرات التقنية، أما المفقود فهو الرعاية الرسمية لهذا النوع من الصناعات، إضافة إلى تأمين التمويل اللازم، وهو ضخم بطبيعة الحال... فقد نجح الطالب في قسم التصميم الداخلي في «AUST» دافيد افرام، بصناعة سيارة أطلق عليها اسم «F1 frem» بكلفة بلغت حوالى 90 ألف دولار، وبعدما نال براءة الاختراع من وزارتي الاقتصاد والصناعة، أصبحت سيارة افرام الأولى التي يمكن القول إنها «صنعت في لبنان» حقيقة قائمة تنتظر من يتلقّفها، إلا أن الإنجاز لا يقف عند حدود الابتكار الصناعي، إذ كشف افرام لـ«الأخبار» عن وجود توجه لإقامة مصنع للسيارات في لبنان بتمويل من مستثمرين من العراق ودبي وقطر، وأنه خلال الأسبوع المقبل سيتم عقد اجتماع رسمي مع المستثمرين الثلاثة للاتفاق على الخطوط العريضة للمشروع الصناعي الأول في لبنان.
■
الواقع المشجّعيتوقع أن تسجّل مبيعات السيارات في لبنان 20 ألف سيارة حتى نهاية العام الجاري، وهو رقم يعدّ الأكثر ارتفاعاً منذ 15 عاماً، ما يشير إلى نمو كبير في سوق السيارات يشجع على استحداث مصنع قادر على تأمين جزء من حاجة لبنان الداخلية المتنامية للسيارات، إضافة إلى تصدير سيارات إلى الخارج تحمل شعار «صنع في لبنان». وفي هذا الإطار يرى افرام أن مشروع إقامة مصنع للسيارات في لبنان ليس مستحيلاً، فهو يبدأ كالحلم ليصبح حقيقة، تماماً كحلم صناعة سيارة لبنانية. لافتاً إلى أنه بدأ في صناعة سيارته عام 2005، لكنه لم يستطع الحصول على التمويل الكافي لإنجاز مشروعه بسبب عدم تعاطي المستثمرين اللبنانيين مع هذا المشروع بجدية، فكان تمويل ومساعدة من شركة «أندفكو» وجامعة AUST، إلى أن انتهى العمل في السيارة منذ 4 أشهر تقريباً بكلفة وصلت إلى 90 ألف دولار تقريباً. ويؤكد افرام أن السيارة كلها صناعة لبنانية باستثناء المحرّك والفيتاس الذي لم يستطع تصنيعهما محلياً بسبب الكلفة المرتفعة وانعدام التمويل.
ويلفت افرام إلى أن السيارة أنجزت في أصعب الظروف وبإمكانات معدومة، وبالتالي فلا شيء يمنع قيام المصنع، وخصوصاً أن الطاقة الفكرية موجودة في لبنان، ولكنها تهاجر إلى الخارج لتعمل على تطوير مصانع الدول الغربية.
ويقول افرام إن المرحلة الثانية من صناعة السيارات اللبنانية تتمثل بصنع سيارة «F2» التي باشر بالعمل عليها، وهي أكثر تطوراً من «F1» بأضعاف. وسيعمل افرام على صناعة عدد محدد من «F2» بتقنيات متطورة جداً، وبكلفة أقل من «F1» على أن تباع في الأسواق المحلية والعالمية بأسعار تراوح بين 600 و700 ألف دولار.
ويشير افرام إلى أن «F2» ستشكل الجيل الجديد من السيارات الرياضية، ولن يصنع منها أكثر من 20 سيارة، لينطلق نحو صناعة سيارة من نوع «F3» خلال السنوات المقبلة. أما في ما يتعلق بإنشاء مصنع السيارات في لبنان، فهو موضوع سيحسم خلال الأسبوع المقبل، وسيكون اسمه FREM F1 بتمويل من مستثمرين عرب، ويلفت افرام الى أنه لن يتسرع في حسم هذا الموضوع، وسيرى العروض الأخرى التي تتقدم إليه ليختار الأفضل.
■
تجربة شمسية... وعوائق التجربة الثانية في مجال صناعة السيارات نفذها فريق من طلاب كلية الهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت والبروفسور دانيال أسمر، حيث قامت المجموعة بتصنيع أول عربة تسير على الطاقة الشمسية في المنطقة العربية. واستغرقت صناعة هذه العربة سبعة أشهر، وبلغت كلفة تصنيعها 25 ألف دولار تبرعت بها شركات وجمعيات محلية وأجنبية رعت المشروع. ويقول أسمر لـ«الأخبار» إن لا شيء يمنع إقامة معمل لتصنيع السيارات في لبنان، ولكن يوجد العديد من العوائق المحتملة، إذ إن سوق السيارات العالمية تشهد منافسة كبيرة بين الشركات الكبرى، وذلك ما دفع بعدد كبير من هذه الشركات للانتقال إلى الصين بحثاً عن اليد العاملة الرخيصة غير المتوافرة في لبنان، كذلك فإن صناعة السيارت شهدت تطوراً عالمياً كبيراً ما يجعل المنافسة صعبة، إلا إذا كانت أسعار السيارات المصنّعة رخيصة مثل السيارات الهندية التي تبلغ أسعارها بالحد الأقصى 4 آلاف دولار، وبالتالي فالمنافسة تتركز هنا على السعر. وهذا النوع من السيارات يحتاج إلى سوق خاصة به، ومن الصعب إيجادها إلا عبر تراكم زمني قد يمتد لسنوات طويلة.
■
تشغيل اليد العاملةوتعدّ التجارب العربية في صناعة السيارت مشجعة لدخول لبنان إلى هذا المضمار، إذ تشير دراسات المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين إلى أن حجم الإنتاج العربي من السيارات هو حوالى 110 آلاف سيارة سنوياً، يمثل حوالى 0.002% من إجمالي الإنتاج العالمي من السيارات، البالغ حوالى 55 مليون سيارة سنويّاً. وتحتل مصر المرتبة الأولى بإنتاج يبلغ حوالى 76 ألف سيارة، تليها المغرب 25.6 ألف سيارة، ثم تونس 3200 سيارة، والجزائر 2125 سيارة، والسعودية 1800 سيارة، وليبيا 1500 سيارة، والسودان 700 سيارة، والأردن 100 سيارة. ففي مصر يوجد 34 شركة تعمل في إنتاج السيارات برأسمال قدره 800 مليون جنيه، تشارك الشركات المصرية فيها بحوالى 600 مليون جنيه، والشركات العربية بنحو 30 مليون جنيه، وتوفر فرص عمل لحوالى 10 آلاف فرد. أما بالنسبة إلى صناعة قطع الغيار فقد بلغ عدد التراخيص الصناعية في هذا المجال وفي مجال المنتجات ذات العلاقة (الإطارات ـــ البطاريات السائلة) حوالى 128 ترخيصاً صناعياً في المملكة العربية السعودية، باستثمارات قدرها 671 مليون دولار، وتوفر 8000 فرصة عمل...
12 في المئة هي تغطية الإنتاج العربي للسيارات نسبة الى الطلب، فيما يُستورد 88% من حاجة الدول العربية للسيارات
90 سلعة هو عدد السلع المتعلقة بصناعة السيارات التي تنتجها السعودية، أهمها: مضخات المياه والبنزين، الكاربوراتور، الإطارات، فرامل السيارات
ارتفاع كلفة الإنتاج يقول رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود إن من الصعب الدخول الى قطاع صناعة السيارات في لبنان لعدة أسباب أهمها ارتفاع كلفة الانتاج الصناعي عموماً إضافة الى وجود نقص أساسي يتعلق بغياب الصناعات التي تشكل المواد الأولية لصناعة السيارات، وبالتالي سوف يضطر المستثمرون الى شراء كل المواد الأولية من الخارج ما يرفع سعر المنتج ويضعف قدرته على المنافسة