و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور |
من خلل السحاب كأنه النغم |
تسرب من ثقوب العزف ارتعشت له الظلم |
و قد غنى صباحا قبل فيم اعد طفلا كنت |
ابتسم |
لليلي أو نهاري اثقلت اغصانه النشوى عيون الحور |
و كنا جدنا الهدار يضحك او يغني في ظلال الجوسق |
القصب |
و فلاحيه ينتظرون غيثك يا اله و أخوتي في |
غابة اللعب |
يصيدون الأرانب و الفراش و أحمد الناطور |
نحدق في ظلال الجوسق السمراءفي النهر |
و نرفع للسحاب عيوننا سيسيل بالقطر |
و أرعدت السماء فرن قاع النهر و ارتعشت ذرى السعف |
وأشعلهن و مض البرق أزرق ثم أاخضر ثم تنطفئ |
و فتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب |
عاد منه النهر و هو ممتلئ |
تكلله الفقائع عاد أخضر عاد أاسمر عص |
بالأنعام و اللهف |
و تحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه |
تراقصت الفقائع و هي تفجر انه الرطب |
تساقط في يد العذراء و هي تهز في لهفه |
بجذع النخلة الفرعاء تاج و ليدك الانوار ال الذهب |
سيصلب منه حب الاخرين سيبرئ الاعمى |
و يبعث في قرار القبر ميتا هذه التعب |
من السفر الطويل الى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما |
و يوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب |
و ابرقت السماء فلاح حيث تعرج النهر |
و طاف معلقا من دون اس يلثم الماء |
شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر |
عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا |
و اسية الجميلة كحل الاحداق منها الوجد و السهر |
يا مطرا يا حلبي |
عبر بنات الجلبي |
يا مطرا يا شاشا |
عبر بنات الباشا |
يا مطرا من ذهب |
تقطعت الدروب مقص هذا الهاطل المدرار |
قطعها و وراها |
و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار |
كغرقى من سفينة سندباد كقصة خضراء ارجأها و خلاها |
الى الغد أحمد الناطور وهو يدير في الغرفة |
كؤوس الشاي يلمس بندقيته و يسعل ثم يعبر طرفه |
الشرفه |
و يخترق الظلام |
و صاح يا جدي أخي الثرثار |
انمكث في ضلام الجوسق المبتل ننتظر |
متى يتوقف المطر |
و ارعدت السماء فطار منها ثمة انفجرا |
شناشيل ابنة الجلبي |
ثم تلوح في الافق |
ذرى قوس السحاب و حيث كان يسارق النظر |
شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق |
ثلاثون انقضت و كبرت كم حب و كم وجد |
توهج في فؤادي |
غير اني كلما صفقت يدا الرعد |
مددت الطرف ارقب ربما ائتلق الشناشيل |
فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة الى وعدي |
و لم ارها هواء كل اشواقي اباطيل |
و نبت دونما ثمر و لا ورد |